مسعف زيتون أبو سمرا

الثقافة البيئية أساسية لتورث الأجيال القادمة بيئة نظيفة منا، فهل يقوم الجميع بالمحافظة عليها بالصورة الأفضل؟

بساتين الزيتون ينقذها الشبان

اتسخت حقول أبو سمرا وأشجار الزيتون فيها من مخلّفات الأشخاص الذين لا يحمون البيئة والطبيعة. فقامت مجموعة من المتطوعين بالنزول يومياً إلى هذه الحقول لتنظيفها، وسرعان ما رافقتهم البلدية للمساعدة. طرابلس غنية ببحرها وبساتين الزيتون، حيث تشكل الأخيرة المنفس البيئي الأخير في المدينة، وانعدام الثقافة البيئية لدى الأفراد هو السبب الرئيسي في تلوّث هذه البساتين.

من شخص إلى مجموعة

بدأ عامر بالنزول بمفرده، لأنه يحب مدينته وأشجارها التي ينقص عددها يومياً، وبساتينها التي تزيد فيها الحشرات والنفايات باستمرار. نشر عامر نشاطه على فايسبوك بعد أربع مرات من النزول بمفرده، ثم إنضم إليه متطوعون وأصبحوا مجموعة صغيرة باتت مهمتها تنظيف البساتين في أبو سمرا.

"أنا أتعب عندما أنظف ما يرمونه هم"

اللافت في هؤلاء الشبان وعيهم البيئي رغم صغر سنهم، فهم يقومون بتصحيح أخطاء الراشدين وعائلاتهم وكل الذين يستريحون تحت الأشجار. يبدأ الشبان العمل الساعة السادسة صباحاً ويتوقفون عند الساعة الثامنة. يتلقون التشجيع والإحباط من الأفراد على مواقع التواصل الإجتماعي، فمنهم من يشكرهم على الجهود ويهنئ مبادرتهم، ومنهم من ينهرهم بقوله أن النفايات في البلد ستزداد حتى إن كانوا هم ينظفون يومياً. تطلب إحدى المتطوعات من الناس أن لا يرموا نفاياتهم على الأرض، لأنها تتعب عندما تنظفها بنفسها بينما هم يرمون الأوساخ عشوائياً.

بين التشجيع والإهمال، كيف سيكمل الشبان؟

طرابلس، مدينة العلم والعلماء، الفيحاء نسبةً لرائحة زهر الليمون الذي يفوح، غدت رائحتها كريهة بسبب إهمال أهلها لها. المبادرة الفردية المميزة من هؤلاء المتطوعين بيئية وإنسانية، فهم ينظفون ليحموا البيئة لهم وللأجيال القادمة، متمنين من الزائرين وسكان المنطقة أن يهتموا بنظافة الأماكن التي يتركونها.