مهرّجو طرابلس

شبان اخذوا زرع البسمة على وجوه كبار وصغار طرابلس على عاتقهم

استبدلنا الألوان بالحزن والموسيقى بالكآبة

إذا مشيت في شوارع طرابلس وصادفت مجموعة من المهرّجين، بثياب ملونة وزمامير وبالونات، تأكد أنها مجموعة الهابي فايسز تنشر البهجة كعادتها. بدأ أربعة شبان بالتفكير بهذا النشاط في العام ٢٠١٣ أثناء الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة، حين انطفأت المنطقة، وسيطر جو من الكآبة والحزن على الجميع باختلاف اعمارهم. ما كان من هؤلاء الشبان إلا أن تجمعوا، بدلوا ملابسهم، ونطلق إلى الشارع لينشروا "العجقة". عجقة فرح وألوان وموسيقى في اليوم الذي تلى التقنيص فعلاً مجازفة، لكن هدفهم كان أن يسيطر الأمل على المنطقة.

همروجة لكل الأعمار!

قرعوا الأجراس ورفعوا صوت الموسيقى، لوّنوا وجوه الأطفال وركضوا معهم! هل كان هذا الفرح مؤقتاً؟ سعت المجموعة إلى معاودة النشاط، ولاقت "همروجتهم" إستحسان الجميع، ففتح الكل أبواب منازله، ونثرت النساء السكريات من الأسطح فرحاً بمجيء الفرح!

نسينا كيف نفرح...

تغيّرت نفسية الجميع من بعدها، وباتت هذه المجموعة مصدر البهجة في الشوارع، ينتظرها الصغار والكبار في الوقت عينه، وحسب أحد الشبان في هذه المجموعة، إن الكبار كانوا فرحين بالنشاط جداً لأنهم نسوا كيف يفرحون...

مبادرة فردية كهذه تملأنا بالأمل

إذا نظرنا أبعد من الجانب السطحي للأمر، نجد أن هذه المجموعة التي تُفرح الأطفال وترقص مع الكبار في الشارع في أيام الأسبوع العادية هي مبادرة فردية هادفة إلى تغيير نمط حياة وتفكير القاطنين في هذه المنطقة. عانى الكثير من الأطفال أثناء الاشتباكات، وفقد الكبار القدرة على تفريح صغارهم. لذلك يسعى الهابي فايسز أن يذكروا طرابلس كيف تعيش.