مقهى نيوتاون

يريد أصحاب مقهى نيوتاون أن يصبح مكانهم مقرون بمدينة طرابلس

القهوة طاقة والمقهى ملقى

اختار بلال وفاطمة العلي القهوة لبدء مشروع يمدّهما بالطاقة ويعطي شباب طرابلس ملقى جديد يتناسب مع نمط حياتهم. بدأ حب القهوة عندهما في إستراليا حيث كانا يقطنان. أحبّ بلال تحميص حبوب القهوة في البيت، واستمتعت فاطمة بتحضيرها له لتبعد فكرها عن مشاغل الحياة اليومية في الغربة، فما لبثت إلّا أن أصبحت القهوة من أكثر الأمور التي تجمعهما.

طرابلس المتألقة هي الهدف، لم لا؟

بدأت الفكرة بالتطوّر عند كل رحلة إلى الوطن وبالأخصّ في عام ٢٠٠٨، فكان من الصعب على الثنائي أن يجد مقهى محبب لقلبهم، واقتنع أكثر بضرورة نقل هذه الهواية من مجرد ممارسة يومية في البيت إلى مكان يستقطب أشخاص يشبهونهما إلى حد ما. لاحظا أن البلد يحتاج إلى المقهى الذي ينوون افتتاحه فباشر بلال بأخذ دروس في فن تحضير القهوة ليقوم مع فاطمة بأول خطوة نحو تحقيق الحلم. طرابلس كانت الهدف ليس فقط لأنها مدينتهما، بل لأنها تتمتع بمزايا تسمح لها أن تتألق من بين المدن الأخرى، فيها الساحل والجبل، فيها أشخاص طيبون يلقون عليك التحية، فيها الفرص. أما عن عالميتها، وتحكي فاطمة عن المرفأ والمطار والآثارات والأكل والمواهب والشباب والتغيير "ما ناقصنا شي!"

من زبون إلى صديق

واجه الثنائي مصاعب عدة، فكلّ عمل جديد يصادف السهل والصعب في الآن ذاته. قد ينظر البعض إلى المدينة ويفكر أن التعب والإرهاق الواضح تجعل من طرابلس سوقاً هابطاً لمثل هذا المقهى، وقد يفعل البعض مثل بلال وفاطمة، نظرا إلى المدينة ورأوا فيها فرصة ذهبية. اتعبت آراء الناس نفسيتهما لكن اصرارهما على إنشاء نيوتاون إزداد مع الوقت، وأبصر نيوتاون النور. سرعان ما أصبح نيوتاون نقطة إلتقاء أو عمل يومية للبعض، فمعظم زبائن المقهى اصبحوا أصدقاء الثنائي، يعيدون الفناجين إلى المجلى حين الإنتهاء منها، ويراقبون المقهى إن كان على بلال أو فاطمة الإستجابة لطلب أمام صندوق المحاسبة أو خارج المحل.

نيوتاون يحيي طرابلس

يغضب بلال عندما يسأله أحد "لماذا طرابلس؟" فينظر باستغراب ويقول "ليش مش طرابلس؟ فيها طيبة، فيها كرم، فيها محبة الناس لبعضهم!" فعلاً إن أبناء طرابلس يحيونها بأعمالهم؛ ها هو نيوتاون يعيش وطرابلس تعيش.