المعهد الشامي في طرابلس

مركزين في نفس المكان، للأطفال والأجانب، مجاناً وبكل إنسانية وثقافة

الأساتذة هم التلاميذ، يأخذون ليعطوا

"إن أردت أن تخدم مجتمعاً، عليك أن تعلمه وتثقفه" هذا ما قاله سيرج حرفوش، أحد مؤسسي معن سنتر وليفنتاين سنتر. ما هو القاسم المشترك بين المركزين، وما الفرق؟ تم تأسيس معن سنتر من ثمانية أشهر لتعليم الأولاد اللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية والرياضيات مجاناً. من هم الأساتذة؟ هم نفسهم تلاميذ ليفانتاين سنتر، المركز الذي يعلم الأجانب والسائحين اللغة العربية.

يدرسون العربية ليساعدوا الأطفال في دروسهم

يهدف معن سنتر إلى تثقيف الجيل الجديد وتزويده بالسلاح الأهم: العلم. ليس من السهل إفتتاح مركز مجاني في طرابلس، لكن إصرار سيرج حرفوش والكسندر خوري، المؤسس الثاني، كان أقوى من التحديات. أما لفانتين سنتر فهو تحدٍ من نوع آخر، جذب الأجانب والسائحين إلى طرابلس أولاً ثم حثّهم على تعلم اللغة العربية. سرعان ما امتلأت الصفوف بما يقارب الستين تلميذاً يومياً في معن، واُعجب التلاميذ في لفنتاين بفكرة منحهم فرصة للتعلّم والتعليم في الوقت نفسه، فأصبح كل منهم يدرس اللغة العربية ثم يدرّس الأطفال الرياضيات أو اللغة الأجنبية.

"الدكانة والسرفيس ما بيحكوا عربي"

أبصر المشروع النور في غضون أشهر قليلة، اختار سيرج والكسندر البيت الذي رمّما غرفه ليتّسع لأكبر عدد ممكن من التلاميذ، أمّنا الإمدادات اللازمة، وأعلنا عن بدء الدروس فور جهوز المركزين. تقول إحدى الطالبات الإيطاليات أن اللغة العربية محببة لقلبها، وهي تستفيد كل الإفادة من مساعدة الأطفال في دروسهم اليومية لأن ذلك يجبرها على التخاطب مع أولاد الخمس سنوات باللغة العربية. أوضحت الطالبة أن أهالي طرابلس، وبصورة خاصة الدكاكين والسائقين وأصحاب الحرف، لا يتكلمون الأجنبية، ولذلك يأتي تعلم اللغة العربية أساساً فيها.

سياحة ثقافية من نوع جديد

من اللافت أن الطرابلسيين أنفسهم تشجعوا عند رؤية الأجانب في مدينتهم، فأعاد ذلك ذكريات الماضي، أيام التجارة العالمية من المرفأ، أو أيام اكتظاظ المدينة بالسائحين، الأمرين اللذين افتقدهما المواطنون القاطنون فيها. تحرَّك الإقتصاد في المدينة ولو قليلاً، فوجود السائحين أو الأجانب الساكنين فيها حمَّس الكثير من أصحاب المهن الحرة والحرف والمحلات.