غرافيتي لطرابلس الفرح

يسعى محمد لتجميل مدينته، ويحلم بالرسم على جدران لبنان كله!

رسم الغرافيتي ليس "حركات زعرنة" إنه فن

محمد أبرش من باب التبانة شخص هادئ يحب بلدته ويحب الفن، فكيف إستطاع أي يجمّلها بروسمه؟ في عام ٢٠٠٤، تعلّم محمد رسم الغرافيتي بعشوائية، غير آبهٍ بما يقدّم، وما لبث أن أدرك بعدها أن هذا الفن، كباقي الفنون، يهدف إلى توصيل رسالة معينة للناس. هناك من قال أن رسّام الغرافيتي "زعران" وهناك من أحب رسوماتهم. عرف محمد آنذاك أن تطوير رسوماته يحتاج إلى الصبر والمثابرة. لتغيير فكرة الناس السلبية، استخدم محمد الرسائل الهادفة إلى التوعية البيئية وطبّقها على جدران مدرسة ليذكّر تلامذتها بأهمية البيئة والمجتمع.

مبادرة فردية لجدران أحلى

عندما انطلقت الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة، أحسّ محمد بواجبه كمواطن مسالم أن يقول للعالم بأسره أن مدينته جميلة بناسها وأهلها وطبيعتها، فباشر برسم الغرافيتي على جدرانها، باعتباره أن كل مواطن من إحدى واجباته تحسين مدينته بالطريقة التي يقدر بها ذلك، وإن كانت محدودة.

طرابلس مسالمة وكلها ألوان، هذا ما نريده

طرابلس ليست ساحة حرب، هذا ما يشدّد عليه محمد، ففي طرابلس مواهب وفنانون وأفراد مرحّبون بالجميع. جدران طرابلس المهملة تثير إستياءه، فهو يتمنى أن يكون لديه متّسع من الوقت ليزيّنها برسومه ويجمّلها. يتقدم الشباب والصغار لمساعدته عندما يرونه مع أنابيب رذاذ الألوان، فيشرح لهم عمّا يفعله ويتحمّسون معه لتجميل احيائهم وجدران مدارسهم، فبرأيهم هذه الجداريات تبعث الفرح والجمال، وتعكس صورة إيجابية عن طرابلس وأهلها الذين يحبون الحياة والتعايش والمحبة والإلفة، ولا يريدون الحروب. يحلم محمد أن يرسم على جميع جدران طرابلس، لا بل جميع جدران لبنان، لعلّه بفنّه يدع طرابلس تعيش!