مهرجان طرابلس للأفلام

إعادة إحياء ثقافة السينما في طرابلس لتشجيع السينمائيين الطرابلسيين

١١ سينما تاريخية مقفلة في طرابلس

في عام ١٩٥٧، شارك فيلم لبناني - طرابلسي بالتحديد - للمرة الأولى في مهرجان كان بنسخته الحادية عشرة، إسمه "إلى أين؟"، أُعيد عرضه العام الماضي في مهرجان كان كأحد أفلامها الخمسة والعشرين التاريخية في العيد السبعين له. في لبنان، هناك ٢٩ صالة سينما تاريخية مقفلة، تحتوي كل صالة منها على ما يُقارب الألف كرسي، منها ١١ في مدينة طرابلس: ٣ في باب التبانة، ١ في باب الرمل و ٧ في المينا. ولكن مع واقع الحرب الأهلية اللبنانية، انخفض الطلب على السينما ووسائل الترفيه بالمجمل، ما أدى إلى إقفال هذه الصالات على مختلف الأراضي اللبنانية. انتهت الحرب الأهلية في ١٩٩٠ لكنها استمرت في طرابلس، ما أدى إلى إنعدام ثقافة السينما. أما على مستوى الإنتاج، لم تتوقف المدينة عن تخريج سينمائيين جاهزين للعمل وشغوفين لتقديم الأعمال الصادقة واللافتة، وهؤلاء السينمائيون هم دم طرابلس الجديد، الذين يستحقون النضال لربطهم بسوق العمل ومساعدتهم.

ورقة شجر الليمون

تأسس مهرجان طرابلس للأفلام عام ٢٠١٣ بهدف المقاومة الثقافية، وتم تأجيله إلى ربيع عام ٢٠١٤ صدفةً بعد أسبوع من تطبيق الخطة الأمنية في المدينة، وتم الإتفاق على فصل الربيع وقتاً للمهرجان لكون ورقة شجر الليمون رمزاً له.

معاً لتشجيع السينمائيين وإعادة زرع ثقافة السينما

يزيد هذا المهرجان طرابلس غنًى ويصدّر صورة مختلفة عنها، فقد بدأ أعضاء لجنة المهرجان التخطيط والتنفيذ من الصفر، جاذبين حضور يتزايد عدده بفضل جهودها، وناشطين بفعاليات على مدار السنة، أحدها سينما على الدرج للذين لا يذهبون إلى صالات العرض، فيأتي بها المنظمون اليهم. تهدف هذه الفعاليات إلى إعادة زرع ثقافة السينما، وتشجيع السينمائيين الطرابلسيين عبر خلق روابط وطنية لهم بين مدينته والعاصمة بيروت. ينوّه إلياس خلاط، أحد مؤسسي مهرجان طرابلس للأفلام، أن هؤلاء السينمائيون يتوقون إلى إظهار مدينتهم بصورة أفضل وأجمل من الصورة الإعلامية التي ظهرت بها في الحروب والاشتباكات، ويشير إلى عدد الأفلام الوثائقية المصوّرة عنها يزداد، بحيث تعكس واقعها وصورتها الجديدة، وصورة جديدة عن لبنان، ليعيش لبنان وتعيش طرابلس.